التصوف الإسلامي بين التأثر والتأثير

لقد ظهر التصوف عند المسلمين متأثرا بالزهد الذي اتصف به الرسول الكريم وصحابته، وكان من أهم عوامل انتشار الزهد النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى تزكية النفس والعمل من أجل الآخرة. لكن بعد الفتوحات الإسلامية واختلاط العرب بغيرهم من الشعوب، تسربت إلى الزهد الإسلامي بعض العناصر من ال...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: د. محمد عباسة
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Mostaganem 2010-09-01
Series:Annales du Patrimoine
Subjects:
Online Access:https://annalesdupatrimoine.files.wordpress.com/2021/10/annales_10ar_abbassa.pdf
Description
Summary:لقد ظهر التصوف عند المسلمين متأثرا بالزهد الذي اتصف به الرسول الكريم وصحابته، وكان من أهم عوامل انتشار الزهد النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى تزكية النفس والعمل من أجل الآخرة. لكن بعد الفتوحات الإسلامية واختلاط العرب بغيرهم من الشعوب، تسربت إلى الزهد الإسلامي بعض العناصر من الأديان الأخرى. وقد أدى تطور الزهد إلى ظهور التصوف، وهو أسمى من الزهد ويتصل بحب الذات الإلهية. ويرتكز التصوف على عنصرين أساسيين، أولهما العنصر العاطفي وهو النزعة إلى الحب التي تتجلى في العناصر الغزلية عند الشعراء. أما الثاني، فهو العنصر الفكري المتمثل في عفة النفس. ظهر عدة متصوفة عبر العصور الإسلامية في المشرق والمغرب، من أبرزهم الغزالي وابن الفارض ومحي الدين بن عربي، طرحوا أفكارهم من خلال أشعارهم وكتبهم. وفي القرون الوسطى اطلع الأوروبيون على تراث العرب المسلمين فتأثروا بعلومهم وفنونهم، وكان مما تأثروا به التصوف الإسلامي الذي تتجلى مظاهره بوضوح في نصوص المدرَسيين (السكولائيين) وغيرهم من الفلاسفة الأوروبيين.
ISSN:1112-5020