نحو نظرية الاعتراف

هناك أكثر من معنى للاعتراف، فالجديد الذي أضافه هيغل هو النظر إلى العلاقات بين الأشخاص لا على أنها علاقات أخلاقية أساسًا، والنظر إلى الاعتراف المتبادل على أنه أكثر من أن يكون مطلبًا أخلاقيًا. أما هونث فيكون أقرب إلى موقف بول ريكور في أن اصطلاح الاعتراف من صنف المفاهيم المتعددة المعاني والدلالات، ويم...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Rana Yousuf Hameed, Salah Fulifel Ayyed Al-Jabery, PHD
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Baghdad 2022-06-01
Series:مجلة الآداب
Subjects:
Online Access:https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/3709
Description
Summary:هناك أكثر من معنى للاعتراف، فالجديد الذي أضافه هيغل هو النظر إلى العلاقات بين الأشخاص لا على أنها علاقات أخلاقية أساسًا، والنظر إلى الاعتراف المتبادل على أنه أكثر من أن يكون مطلبًا أخلاقيًا. أما هونث فيكون أقرب إلى موقف بول ريكور في أن اصطلاح الاعتراف من صنف المفاهيم المتعددة المعاني والدلالات، ويمكن إرجاع كل هذا التعدد الدلالي إلى ثلاثة معانٍ: تحديد الهوية، والاعتراف بالذات، والاعتراف المتبادل. ويحمل الاعتراف معنى أخلاقيًا، ويعبر عن فهم تجريدي وأخلاقي للسلوك وللعلاقات الإنسانية، وتسيطر عليه مضامين معيارية لا علاقة لها بحركية الواقع وبالعلاقات التذاوتية، أو بمسار المجتمع، وأن الاعتراف إلى جانب الثقة يمثلان أهم أسس الفكر العصري والنظر الحديث للإنسان، والعمل والابداع، في أفق الرأسمال الرمزي والاجتماعي. فالاعتراف لغة معناه الإقرار بخدمة جليلة يقدمها لنا فرد أو جماعة، أو الحاجة إلى اظهار تقدير نحو الاخر. وبالتالي يعد الاعتراف مسألة أساسية للإنسان إذ إن غيابه يؤثر سلبًا في تحقيق ثقته في ذاته والتقدير من الآخرين؛ ويجعل غيابه الفرد مهددًا بفقدان شخصيته وضياعها؛ ومن ثم الشعور بنوع من الازدراء والذل والغضب والسخط؛ ولذلك يحوز الاعتراف أهمية حيوية: أولًا من الناحية السيكولوجية بإعتبار أن نفسية الفرد تبقى تعاني من خصائص جديدة بدلًا من شروط إمكان تحققها الذاتي؛ وثانيًا من الناحية الوجودية الاجتماعية؛ إذ أن غياب الاعتراف يؤدي إلى إفقار الجماعات أو المجتمع للبنية التحتية الاجتماعية التي تشكل الأساس للروابط الاجتماعية وتعزيز العيش المشترك.
ISSN:1994-473X
2706-9931