بناء المقالة عند نزار قباني - دراسة سيكولوجية -
((وكيف نكتب والأقفال في فمنا وكل ثانية يأتيك سفاح))نزار قباني(1)كتب نزار قباني الشعر والنثر وأنتج فيهما نتاجاً ثراً، وما مقالاته الأدبية إلا عطاء وافر في الحياة الأدبية التي اكتسبت منها انعكاسات واضحة عبر فيها عن العلاقة القائمة بين الأدب والفكر وبين اللغة والإبداع، وبين الضياع واللاضياع وكان حظ الم...
Main Authors: | , |
---|---|
Format: | Article |
Language: | Arabic |
Published: |
University of Mosul-college of Basic Education
2007-10-01
|
Series: | مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية |
Subjects: | |
Online Access: | https://berj.mosuljournals.com/article_60645_786555e049d7274665ee244db7bc03ea.pdf |
Summary: | ((وكيف نكتب والأقفال في فمنا وكل ثانية يأتيك سفاح))نزار قباني(1)كتب نزار قباني الشعر والنثر وأنتج فيهما نتاجاً ثراً، وما مقالاته الأدبية إلا عطاء وافر في الحياة الأدبية التي اكتسبت منها انعكاسات واضحة عبر فيها عن العلاقة القائمة بين الأدب والفكر وبين اللغة والإبداع، وبين الضياع واللاضياع وكان حظ المقالة في هذا الخضم المعطاء مجموعات عديدة أبرزها (الشعر قنديل اخضر) و(العصافير لا تطلب تأشيرة دخول) و(الكلمات تعرف الغضب)(2)، وتحاول دراستنا الكشف عن اثر سيكولوجية نزار قباني في بناء المقالة لان المقالة لديه تأخذ على عاتقها مهمة خروج النوازع والاضطرابات وأحاسيس نفسه لتكون هذا النوع الأدبي المؤثر الذي يتجلى في بناء يحتوي على خطابات أدبية لها غايات ومقاصد قد تتشابه لديه في بناء القصيدة، وتتحول المقالة إلى قصيدة غنائية... وقد أفصح نزار عن غايته فيها حين قال: (لم تكن مجرد إيقاعات موسيقية أو لعبة مهارات لغوية ولا كانت حديثا في المطلق وإنما كانت حديثا في الشعر والحب والسياسة والحرية والديمقراطية والثورة وفي كل شؤون الحياة العربية وهموم الإنسان العربي)، والمقالة لديه تشكل موقفا وبنى تحمل كل معاني المسؤولية والالتزام الأدبي والقومي، فهي موقف له بناؤه الخاص تأتي خصوصيته من نفسية وشخصية نزار... وقد وظف لها مستويين من الأداء مستوى في الدلالة يعبر عن وظيفة وطنية تحولت بموجبها من مجرد أحاسيس وانفعالات إزاء أحداث ومواقف اعترت حياته أثرت في نفسيته تحولت إلى صور من النفس المتألمة، المتمردة الغاضبة. والمستوى الآخر في البناء الفني وظف له عناصر صياغة أدت دورها في كشف ووصف واقعه وما فيه من اضطراب وعدم وضوح الرؤية والتوتر وضعف الاستقرار وانعكاس ذلك على نفسه التي تميزت بأنها قلقة ومضطربة وغير متوازنة إلى حالة من انضباط النفس وتماسكها وصفائها، فسيكولوجية بناء المقالة مرتبطة لديه بنفسيته المتمردة الثائرة لإنتاج ما هو متمرد في النفس، والواقع العربي باحثا عن صور وبنى تحمل كل مكنونات نفسه ومن ثم تصب جميعها في التصميم العام للمقالة من خلال دلالات معنوية ولغوية لتشكل تأشيرات رفض وتمرد وانقلاب وهي تخاطب الذات الفردية والجماعية وفق استراتيجيات وتقنيات يراها نزار ضرورية لإثارة القارئ العربي في احتجاجاته ورفضه وغضبه وتطلعاته وكلها تأتي طواعية وعفوية دون اللجوء إلى التصنع والرياء اللغوي. فمقالاته تعبير صادق لعواطفه وأحاسيسه ونوازعه وانفعالاته المتنامية مع تنامي أحداث واقعه المرير. |
---|---|
ISSN: | 1992-7452 2664-2808 |