الإنسان والحیاة العملیة عند سبینوزا

لا تنفصل ماهیة الإنسان عند سبینوزا عن انثروبوجیا الحیاة الاجتماعیة فی فلسفته ، ولا عن مراتب المعرفة الممکنة لدیه ، فحیاتنا العملیة تابعة لحیاتنا العقلیة . لکن الإنسان ذاته حال من أحوال "الله" أو الطبیعة بما هی کل ، وتحکمه فی الحیاة عناصر انفعالیة أبرزها ( الرغبة ) کتعبیر مباشر عن میل الإنس...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: زیاد مصطفى
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Mosul, College of Arts 2020-10-01
Series:آداب الرافدين
Subjects:
Online Access:https://radab.mosuljournals.com/article_167051_f354a1d4a07d81a4a6427732f5638c5c.pdf
Description
Summary:لا تنفصل ماهیة الإنسان عند سبینوزا عن انثروبوجیا الحیاة الاجتماعیة فی فلسفته ، ولا عن مراتب المعرفة الممکنة لدیه ، فحیاتنا العملیة تابعة لحیاتنا العقلیة . لکن الإنسان ذاته حال من أحوال "الله" أو الطبیعة بما هی کل ، وتحکمه فی الحیاة عناصر انفعالیة أبرزها ( الرغبة ) کتعبیر مباشر عن میل الإنسان إلى حفظ وجوده کونه واعیاً بهذا المیل ، لذا کان لا بد من سعی الإنسان إلى التغلب على انفعالاته کی یؤدی ذلک إلى تأکید المعانی الاجتماعیة فی نفسه ، ذلک هو أساس الفضیلة . فالسعادة الحقة التی هی الغرض المنشود لحیاة الإنسان العملیة لا تکمن فی لذة الجسم والمیل لحفظ البقاء وحسب ، بل فی فعل الخیر . ذلک أن "الکوناتوس" المرتبط بهذا المیل ، یمثل قوة الوجود المعبرة  بالضرورة  داخل کل الکائنات الفردیة عن قدرة "الله" اللا نهائیة . فإذا کانت حکمة الإنسان الحر هی تأمل لا فی الموت وإنما فی الحیاة ، فإن الخلاص لن یتم إلا لمن یطبقون هذه القاعدة فی الحیاة : أی لمن یطیعون "الله" ، على حین یهلک من یعیشون تحت سیطرة اللذات "ومن تخّیل هلاک ما یکره کان مسروراً" . ذلک هو حال الإنسان السبینوزی ، وتلک هی طبیعة الحیاة العملیة الخیّرة التی ینبغی علیه أن یعیشها .
ISSN:0378-2867
2664-2506