مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي

يقول هيجل ان الدولة هي جوهر الذات الأخلاقية ، أي انها عملية تراكم تجربة الفرد والمجتمع عبر معاناة تاريخية مستمرة . وان عملية تأسيس أي دولة تفتقر إلى مركز الإرادة الحرة والتي كونها كانت تكرس لرغبة الإنسان في العيش الأمن وسط جماعةٍ ما وبذلك فان مفهوم الحرية لن يكون له معنى إلا إذا انطلق المرء فيه من ا...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: مزهر محسن الخفاجي
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Baghdad 2018-12-01
Series:مجلة الآداب
Online Access:https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/322
_version_ 1818823026759696384
author مزهر محسن الخفاجي
author_facet مزهر محسن الخفاجي
author_sort مزهر محسن الخفاجي
collection DOAJ
description يقول هيجل ان الدولة هي جوهر الذات الأخلاقية ، أي انها عملية تراكم تجربة الفرد والمجتمع عبر معاناة تاريخية مستمرة . وان عملية تأسيس أي دولة تفتقر إلى مركز الإرادة الحرة والتي كونها كانت تكرس لرغبة الإنسان في العيش الأمن وسط جماعةٍ ما وبذلك فان مفهوم الحرية لن يكون له معنى إلا إذا انطلق المرء فيه من ان الحرية واقعاً ملموساً اصبحت مقيدة بعاملي المسؤولية من الآخر والمسؤولية عنه. هذا التقديم الفلسفي قد يعيننا في فهم ان الملوكية كعنصر أساس من عناصر الدولة في مصر، القائم على تلك الارض وذلك الشعب والحكومة (كان الملك كزعيم لحكومتها المصرية الاولى ونقصد بها دويلة المدينة) كان مقيداً بعنصري قبول السماء أي أبوة السماء لهم وعندها يظهر الى العلن شرطاً اساسياً في مفهوم نظام الحكم ونقصد به الابوة المقدسة والتي تفترض بعد ذلك مباركة الشعب لها، وربما هذا الامر هو الذي جعل مفهوم مركزية الحكم او شموليته يطغى على الصعد (السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية) مؤسساً على قناعة تقول من أن الملك قد فوض من السماء للحكم ، وان قيد هذا الحكم المركزي المطلق بتوفير قاعدة (العدل – ماعت) . وإذا كنا قد عرفنا ان اللامركزية كانت هي السمة السياسية الواضحة في نمط حكم المصري في مصر قبل عصر الاسرات ، لكن هذا الأمر لم يستمر طويلا إذ شهدت فترات عصر الدولة القديمة من لاسرة الأولى إلى الأسرة الرابعة والى عهد الدولة الوسطى مروراً بعهد الدولة الحديثة شيوع فلسفة نظام الحكم المركزي المطلق ، او قل المركزية المبالغ فيها والتي تضع المسؤوليات الادارية والاقليمية على عاتق حاكم مطلق هو الفرعون وعدد قليل من كبار الموظفين والذي كانوا يتبعون الادارة المركزية ، وفق آلية سياسية وادارية واقتصادية منظمة ودقيقة حرص فيها ملوك مصر القدامى على الحفاظ على نظام الحكم المركزي وان تعددت أساليب وأنماط ووسائل هذا الحكم سواءاً بمرجعياته الدينية أو بمرجعياته السياسية أو البشرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ، هذا البحث محاولة لاقتفاء أثر انماط الحكم المصري التي استخدمت في حكم مصر منذ عصر ما قبل الاسرات حتى نهاية الدولة الحديثة .
first_indexed 2024-12-18T23:33:26Z
format Article
id doaj.art-416601ac7d214e22aceeb1d7d2d0e65f
institution Directory Open Access Journal
issn 1994-473X
2706-9931
language Arabic
last_indexed 2024-12-18T23:33:26Z
publishDate 2018-12-01
publisher University of Baghdad
record_format Article
series مجلة الآداب
spelling doaj.art-416601ac7d214e22aceeb1d7d2d0e65f2022-12-21T20:47:38ZaraUniversity of Baghdadمجلة الآداب1994-473X2706-99312018-12-01111910.31973/aj.v1i119.322مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزيمزهر محسن الخفاجي0جامعة بغداد/ كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم التاريخ يقول هيجل ان الدولة هي جوهر الذات الأخلاقية ، أي انها عملية تراكم تجربة الفرد والمجتمع عبر معاناة تاريخية مستمرة . وان عملية تأسيس أي دولة تفتقر إلى مركز الإرادة الحرة والتي كونها كانت تكرس لرغبة الإنسان في العيش الأمن وسط جماعةٍ ما وبذلك فان مفهوم الحرية لن يكون له معنى إلا إذا انطلق المرء فيه من ان الحرية واقعاً ملموساً اصبحت مقيدة بعاملي المسؤولية من الآخر والمسؤولية عنه. هذا التقديم الفلسفي قد يعيننا في فهم ان الملوكية كعنصر أساس من عناصر الدولة في مصر، القائم على تلك الارض وذلك الشعب والحكومة (كان الملك كزعيم لحكومتها المصرية الاولى ونقصد بها دويلة المدينة) كان مقيداً بعنصري قبول السماء أي أبوة السماء لهم وعندها يظهر الى العلن شرطاً اساسياً في مفهوم نظام الحكم ونقصد به الابوة المقدسة والتي تفترض بعد ذلك مباركة الشعب لها، وربما هذا الامر هو الذي جعل مفهوم مركزية الحكم او شموليته يطغى على الصعد (السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية) مؤسساً على قناعة تقول من أن الملك قد فوض من السماء للحكم ، وان قيد هذا الحكم المركزي المطلق بتوفير قاعدة (العدل – ماعت) . وإذا كنا قد عرفنا ان اللامركزية كانت هي السمة السياسية الواضحة في نمط حكم المصري في مصر قبل عصر الاسرات ، لكن هذا الأمر لم يستمر طويلا إذ شهدت فترات عصر الدولة القديمة من لاسرة الأولى إلى الأسرة الرابعة والى عهد الدولة الوسطى مروراً بعهد الدولة الحديثة شيوع فلسفة نظام الحكم المركزي المطلق ، او قل المركزية المبالغ فيها والتي تضع المسؤوليات الادارية والاقليمية على عاتق حاكم مطلق هو الفرعون وعدد قليل من كبار الموظفين والذي كانوا يتبعون الادارة المركزية ، وفق آلية سياسية وادارية واقتصادية منظمة ودقيقة حرص فيها ملوك مصر القدامى على الحفاظ على نظام الحكم المركزي وان تعددت أساليب وأنماط ووسائل هذا الحكم سواءاً بمرجعياته الدينية أو بمرجعياته السياسية أو البشرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ، هذا البحث محاولة لاقتفاء أثر انماط الحكم المصري التي استخدمت في حكم مصر منذ عصر ما قبل الاسرات حتى نهاية الدولة الحديثة .https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/322
spellingShingle مزهر محسن الخفاجي
مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
مجلة الآداب
title مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
title_full مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
title_fullStr مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
title_full_unstemmed مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
title_short مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
title_sort مصر القديمة بين نظام الحكم اللامركزي ونظام الحكم المركزي
url https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/322
work_keys_str_mv AT mzhrmḥsnạlkẖfạjy mṣrạlqdymẗbynnẓạmạlḥkmạllạmrkzywnẓạmạlḥkmạlmrkzy