مفهوم التجديد وأنسنة الدين في فكر محمد حسين فضل الله

عندما نريد أن نتناول موضوع الدين والإنسان في فكر محمد حسين فضل الله فإننا نحتار من أي زاوية نقارب هذا الموضوع ، لأنه في كل الموضوعات التي طرحها وفي كل القضايا التي عمل لأجلها كان الدين قضيته بالقدر الذي كان الإنسان قضيته ، حتى بدا وكأن معنى وجوده في الحياة لا يتحقق إلا حين يستطيع أن يحقق الإسهام ال...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Nima Ibrahim, Anwar Al-Shami
Format: Article
Language:Arabic
Published: Unviversity of Kufa, Faculty of Arts 2021-08-01
Series:آداب الكوفة
Subjects:
Online Access:https://www.journal.uokufa.edu.iq/index.php/kufa_arts/article/view/605
Description
Summary:عندما نريد أن نتناول موضوع الدين والإنسان في فكر محمد حسين فضل الله فإننا نحتار من أي زاوية نقارب هذا الموضوع ، لأنه في كل الموضوعات التي طرحها وفي كل القضايا التي عمل لأجلها كان الدين قضيته بالقدر الذي كان الإنسان قضيته ، حتى بدا وكأن معنى وجوده في الحياة لا يتحقق إلا حين يستطيع أن يحقق الإسهام الأكبر في التخفيف من آلام الإنسان وفي تطهير الفكر الديني على كل المستويات من الشوائب التي تشكك بمصداقية الجوهر الإنساني للدين على ضوء ما شهده التاريخ ويشهده الحاضر من ظواهر عنصرية وإلغائية وتكفيرية واستئصالية وخرافية وأسطورية ألصقت وتلصق بالدين.. لم تكن إنسانية محمد حسين فضل الله مطروحة للاستهلاك السياسي أو الاجتماعي كما يفعل الكثيرون من الناطقين باسم الأديان والمذاهب في سوق المجاملات الرسمية ، أو ثانوية تبسيطية ساذجة . بل عاشها هماً وقلقاً وجودياً معرفياً واجتهاداً فقهياً وحواراً شاقاً ونقداً عميقاً ومعاناة قاسية وجهاداً دائماً في كل ميادين الحياة العلمية والفكرية والسياسية والاجتماعية والتربوية. فانطلق محمد حسين فضل الله في رؤيته الكونية من قاعدة أن الدين جاء لخدمة الإنسان في مقابل أولئك الذين يتصورون العكس أي أن الإنسان هو الذي جاء من أجل أن يخدم الدين ليحولوا بذلك إلى ما يشبه الموجود الوثني الذي يتعبد الناس لاسمه. ذلك أنه رأى في الدين دعوة إلى الحياة كما في قوله تعالى: ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﭼ (سورة الأنفال ، الآية 24 ) ، وما دام الدين جاء لخدمة الحياة ، فقد جاء ليخدم الإنسان الذي هو عنوان الحياة .. والحياة هي نحن وهي الحياة المتكاملة التي تختزن عقلاً وإرادة وإحساساً وشعوراً بما يمنح العنوان الإنساني الموقع الأكبر في هذا الوجود من خلال منحه القدرة على إمكانية احتواء هذا العـالم بأكمله.
ISSN:1994-8999
2664-469X