دور التكنولوجيا في نهاية الحياة: عدم جدوى الرعاية الطبية في مسلم مصاب بحالة نباتية دائمة

قد تنجح الآن التقنيات المتقدمة لإدامة الحياة في إبقاء المرضى المصابين بالحالة الإنباتية المستديمة على قيد الحياة فترة غير معلومة الأجل. ومع ذلك، إذا لم يكن من المتوقع أن تؤدي المساعدة المقدمة إلى استعادة وعي المريض، فإن هذه الحالات تعتبر غير ذي فائدة وغير مجدية من الناحية الطبية. في محل هذه الحالات،...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Kartina Choong, Mahmood Chandia
Format: Article
Language:Arabic
Published: Qatar University Press 2013-07-01
Series:International Review of Law
Online Access:https://journals.qu.edu.qa/index.php/IRL/article/view/1266
Description
Summary:قد تنجح الآن التقنيات المتقدمة لإدامة الحياة في إبقاء المرضى المصابين بالحالة الإنباتية المستديمة على قيد الحياة فترة غير معلومة الأجل. ومع ذلك، إذا لم يكن من المتوقع أن تؤدي المساعدة المقدمة إلى استعادة وعي المريض، فإن هذه الحالات تعتبر غير ذي فائدة وغير مجدية من الناحية الطبية. في محل هذه الحالات، يأخذ القانون الإنجليزي بالرأي الذي يفيد بأن استمرار تلقي العلاج الطبي ليس من مصلحة المريض. مما يعني أن وقف جميع التدابير العلاجية لإدامة الحياة أو وقف تقديم الدعم الطبي، بما في ذلك، وقف التغذية والترطيب المقدمين سريرياً، يعد أمراً قانونياً ومشروعاً. ويعتبر سحب مثل هذه الأجهزة – بوصفها العلاج الطبي – إغفالاً أو سهواً وليس تقصيراً أو إجراءً يؤدي إلى الوفاة. وفي ضوء ذلك، ينص القانون على أن ما يفعله الأطباء ليس سوى السماح للمرضى بالموت ميتة طبيعية ولكنهم لا يتسببون عمداً في وفاتهم. وغالباً ما يعد الجدل الطبي حول هذا الموضوع محسوماً، حيث يدعمه مجموعة من المفاهيم القانونية الطبية المتداخلة التي تبرر موقف القانون الإنجليزي. ورغم ذلك، طلب من محكمة الحماية بالمملكة المتحدة مؤخراً حل النزاع المقدم من أسرة أحد المرضى المسلمين المصاب بالحالة الإنباتية المستديمة، والذين اعترضوا على اعتزام أطبائه وقف الإنعاش أو التهوية في حال وجود أي تهديد للحياة، وذلك على اعتبار عدم جدوى هذه التدابير، ومن ثم فهي ليست من مصلحة المريض. فقد أصرت الأسرة على اتخاذ جميع الخطوات اللزمة للحفاظ على حياة المريض حتى يتوفاه الله. يسعى هذا البحث لمناقشة كيفية التعامل مع الحالات غير المجدية طبياً أو على الأقل إطار المفاهيم الدلالية ( التي تشمل أيضاً مصلحة المريض، والإغفال، والعلاج الطبي) التي تحدد الوضع القانوني في ضوء الشريعة الإسلامية، وذلك بهدف تقييم مدى توافقها مع القانون الإنجليزي. بعض الأسئلة الرئيسية التي تطرحها المقالة في ضوء ما ذكر سالفاً هي: هل يجيز الإسلام وقف جميع العلاجات الطبية، بما في ذلك التغذية والترطيب المقدمين سريرياً، عندما يتوقع الأطباء المختصين عدم جدواها من الناحية الطبية؟ أو هل يعتبر سحب هذه الرعاية الطبية ووقفها لهؤلاء المرضى، الذين قد يظل بإمكانهم التنفس طبيعياً، عملاً يرقى إلى القتل؟ يخلص العمل إلى التأكيد على ضرورة إجراء المزيد من المناقشات والحوارات التي تراعي الحس الثقافي والديني فيما بين متخصصين في الطب والقانون والدين
ISSN:2710-2505
2223-859X