التوقيع الأدبي والإيجاز البلاغي في التراث العربي

صحيح أنّ الإيجاز، خاصة في الأشكال المشهورة في الأدب العربي لا يحوج السامع إلى تدبر ما يسمع لما له من ثقافة مكتسبة، فيكون سبيل الحصول على الدلالة من المناسبة الواقعة بين ما اختزلت العبارة من معنى وبين ما هو مرسوم في ذهن السامع من تاريخ استعمالها وأساليب جريانها. إلاّ أنّ ذلك لا يحصل إلاّ للّذين خب...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: حساني مامة
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Djelfa 2020-03-01
Series:آفاق للعلوم
Online Access:https://afak-revues.com/index.php/afak/article/view/645
Description
Summary:صحيح أنّ الإيجاز، خاصة في الأشكال المشهورة في الأدب العربي لا يحوج السامع إلى تدبر ما يسمع لما له من ثقافة مكتسبة، فيكون سبيل الحصول على الدلالة من المناسبة الواقعة بين ما اختزلت العبارة من معنى وبين ما هو مرسوم في ذهن السامع من تاريخ استعمالها وأساليب جريانها. إلاّ أنّ ذلك لا يحصل إلاّ للّذين خبروا هذه النّصوص، واستعملوها في السياقات الغالبة على ذلك الاستعمال، فهذه الأساليب لا تؤدّي ما تؤدّيه إلاّ عند خاصة الخاصة. يمثل هذا الأسلوب عماد التوقيعات بصفتها فن من فنون الأدب القائمة بذاتها، له خصوصيتها ومقاييسها الأدبية المستقلة،وعليه فليس كل توقيع يصلح أن يكون توقيعا أدبيا، وإنّما يشترط في التوقيع لكي يكون كذلك الشروط متمثلة في: الإيجاز، البلاغة والإقناع. وخلاصة القول أن التوقيع فن أدبي وجنس كتابي، عماده الإيجاز وإصابة المعنى بشدّة الإيحاء والتكثيف، وقوة البيان، ومن هنا تكمن قيمته الفنية والجمالية فـ(البلاغة في الإيجاز) كما يقال. كثيرا ما ارتبط التوقيع الأدبي بحاجات وظيفة أملتها مسؤولية القيادة ومتطلباتها التواصلية، على أنّ المتأمّل في هذا التوقيع، يجد أن هذه الحاجات التواصلية كثيرا ما تتوارى خلف حاجات جمالية وأدبية صرفة، إذ يبدو هذا التوقيع آية في البلاغة والدقة في إصابة الغرض المقصود.
ISSN:2507-7228
2602-5345