عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي

هذا الكتاب لي معه قصة ربما ليس من المناسب ذكرها في هذه المراجعة، ولكن يبدو أن طرفاً منها سيعين القارئ على فهم بعض الملاحظات التي سأبديها بشأنه. كان ذلك في عام 1981، وكنا قد تخرجنا لتوّنا بقسم الفلسفة من كلية الآداب بجامعة الخرطوم، وتم تعيننا في قسم أنشئ حديثا للدراسات الإسلامية بالجامعة بعد نـزاع شد...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: إبراهيم محمد زين
Format: Article
Language:Arabic
Published: International Institute of Islamic Thought 1996-04-01
Series:الفكر الإسلامي المعاصر
Online Access:https://citj.org/index.php/citj/article/view/2177
_version_ 1818118585572130816
author إبراهيم محمد زين
author_facet إبراهيم محمد زين
author_sort إبراهيم محمد زين
collection DOAJ
description هذا الكتاب لي معه قصة ربما ليس من المناسب ذكرها في هذه المراجعة، ولكن يبدو أن طرفاً منها سيعين القارئ على فهم بعض الملاحظات التي سأبديها بشأنه. كان ذلك في عام 1981، وكنا قد تخرجنا لتوّنا بقسم الفلسفة من كلية الآداب بجامعة الخرطوم، وتم تعيننا في قسم أنشئ حديثا للدراسات الإسلامية بالجامعة بعد نـزاع شديد في مؤسسات اتخاذ القرار بين الإسلاميين والعلمانيين، ثم طلب مني التخصص في مقارنة الأديان، وطلب من الأستاذ التيجاني التخصص في الفكر السياسي الإسلامي. وبسبب قلة المكاتب -وعدم وجود مبان للقسم أصلا- منحنا قسم الفلسفة مكتبا واحدا، فصرنا نجلس فيه متقابلين. وكان التيجاني حينما يفكر بصوت عال يتحول تفكيره إلى نقاش أجره فيه إلى موضوع رسالتي التي كانت عن "فلسفة العقاب في القرآن مع إشارة خاصة إلى أسفار موسى الخمسة"، ويفلح هو أحيانا فيجري إلى مواضع اهتمامه. والأهم من كل ذلك أنني- وبسبب المصالحة الوطنية مع نظام الرئيس السابق جعفر نميري في 1977- كنت قد جمدت نشاطي السياسي في تنظيم الإخوان المسلمين، أو قل الحركة الإسلامية. وكانت حجتنا الأساسية- أنا ونفر آخرون معي- تتمثل في عدم مشروعية الدخول في نظام سياسي لا يقر بمبدأ الحاكمية. وربما كنا أكثر مثالية وأقل وعيا بخوض غمار السياسة ومجالدة السلطة، ولكننا كنا- على أي حال- نمتلك وضوحا نظريا وإرادة تكفي لتحقيق ما نسعى إليه. وكان الأخ التيجاني يشاركنا ذلك الوضوح النظري، لكنه آثر أن يخوض غمار تجربة المصالحة الوطنية محققا ذلك المعنى الذي تكرر في كتابه ألا وهو: الإمساك بالأرض والتطلع إلى المثال من خلال توحيد لا يفصل بين الأرض والسماء، ولكنه يحقق توترا فعالا هو جماع الكسب الديني التوحيدي. وعلى الرغم من أن هذه واحدة من أطروحات الدكتور حسن الترابي الأساسية في تفسير حركته وكسبه الديني، إلا أن الأخ التيجاني عبد القادر قد حاول أن يحولها إلى مشروع فلسفي ناضج يعبر عن قيم التوحيد في سياق المصالحة الوطنية التي نظر إليها- في أوساط الإسلاميين عموما في السودان وخارجه- على أنها انحراف عن المنهج الحركي السليم، وتسليم مشين للعلمانيين ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.
first_indexed 2024-12-11T04:56:39Z
format Article
id doaj.art-5d3edef908ed4a5881f4c1cbcfb9dd18
institution Directory Open Access Journal
issn 2707-515X
2707-5168
language Arabic
last_indexed 2024-12-11T04:56:39Z
publishDate 1996-04-01
publisher International Institute of Islamic Thought
record_format Article
series الفكر الإسلامي المعاصر
spelling doaj.art-5d3edef908ed4a5881f4c1cbcfb9dd182022-12-22T01:20:15ZaraInternational Institute of Islamic Thoughtالفكر الإسلامي المعاصر2707-515X2707-51681996-04-0114عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكيإبراهيم محمد زينهذا الكتاب لي معه قصة ربما ليس من المناسب ذكرها في هذه المراجعة، ولكن يبدو أن طرفاً منها سيعين القارئ على فهم بعض الملاحظات التي سأبديها بشأنه. كان ذلك في عام 1981، وكنا قد تخرجنا لتوّنا بقسم الفلسفة من كلية الآداب بجامعة الخرطوم، وتم تعيننا في قسم أنشئ حديثا للدراسات الإسلامية بالجامعة بعد نـزاع شديد في مؤسسات اتخاذ القرار بين الإسلاميين والعلمانيين، ثم طلب مني التخصص في مقارنة الأديان، وطلب من الأستاذ التيجاني التخصص في الفكر السياسي الإسلامي. وبسبب قلة المكاتب -وعدم وجود مبان للقسم أصلا- منحنا قسم الفلسفة مكتبا واحدا، فصرنا نجلس فيه متقابلين. وكان التيجاني حينما يفكر بصوت عال يتحول تفكيره إلى نقاش أجره فيه إلى موضوع رسالتي التي كانت عن "فلسفة العقاب في القرآن مع إشارة خاصة إلى أسفار موسى الخمسة"، ويفلح هو أحيانا فيجري إلى مواضع اهتمامه. والأهم من كل ذلك أنني- وبسبب المصالحة الوطنية مع نظام الرئيس السابق جعفر نميري في 1977- كنت قد جمدت نشاطي السياسي في تنظيم الإخوان المسلمين، أو قل الحركة الإسلامية. وكانت حجتنا الأساسية- أنا ونفر آخرون معي- تتمثل في عدم مشروعية الدخول في نظام سياسي لا يقر بمبدأ الحاكمية. وربما كنا أكثر مثالية وأقل وعيا بخوض غمار السياسة ومجالدة السلطة، ولكننا كنا- على أي حال- نمتلك وضوحا نظريا وإرادة تكفي لتحقيق ما نسعى إليه. وكان الأخ التيجاني يشاركنا ذلك الوضوح النظري، لكنه آثر أن يخوض غمار تجربة المصالحة الوطنية محققا ذلك المعنى الذي تكرر في كتابه ألا وهو: الإمساك بالأرض والتطلع إلى المثال من خلال توحيد لا يفصل بين الأرض والسماء، ولكنه يحقق توترا فعالا هو جماع الكسب الديني التوحيدي. وعلى الرغم من أن هذه واحدة من أطروحات الدكتور حسن الترابي الأساسية في تفسير حركته وكسبه الديني، إلا أن الأخ التيجاني عبد القادر قد حاول أن يحولها إلى مشروع فلسفي ناضج يعبر عن قيم التوحيد في سياق المصالحة الوطنية التي نظر إليها- في أوساط الإسلاميين عموما في السودان وخارجه- على أنها انحراف عن المنهج الحركي السليم، وتسليم مشين للعلمانيين ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة. https://citj.org/index.php/citj/article/view/2177
spellingShingle إبراهيم محمد زين
عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
الفكر الإسلامي المعاصر
title عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
title_full عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
title_fullStr عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
title_full_unstemmed عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
title_short عنوان الكتاب: أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
title_sort عنوان الكتاب أصول الفكر السياسي في القرآن المكي
url https://citj.org/index.php/citj/article/view/2177
work_keys_str_mv AT ạbrạhymmḥmdzyn ʿnwạnạlktạbạṣwlạlfkrạlsyạsyfyạlqrậnạlmky