موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب

توطئة:    يتناول هذا البحث الحديث عن موقف ابن عادل الحنبلي المفسر الکبير من بعض القضايا النحوية الخلافية بين العلماء، ويبين هذا البحث طبيعة موقف ابن عادل من حيث موافقته لبعض الآراء، ومعارضته لبعضها الآخر، والسکوت عن بعضها، وذلک وفق ترتيب المستويات النحوية في اللغة العربية، فيبدأ الحديث عن نواحي البن...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: لافي محمد العنزي
Format: Article
Language:Arabic
Published: Faculty of Education - Port Said University 2016-06-01
Series:Maǧallaẗ Kulliyyaẗ Al-Tarbiyyaẗ - Ǧamiʿaẗ Būr Saʿīd
Subjects:
Online Access:https://jftp.journals.ekb.eg/article_32239_084a37fde9e9349c611b632de03d3b3f.pdf
_version_ 1797650559213240320
author لافي محمد العنزي
author_facet لافي محمد العنزي
author_sort لافي محمد العنزي
collection DOAJ
description توطئة:    يتناول هذا البحث الحديث عن موقف ابن عادل الحنبلي المفسر الکبير من بعض القضايا النحوية الخلافية بين العلماء، ويبين هذا البحث طبيعة موقف ابن عادل من حيث موافقته لبعض الآراء، ومعارضته لبعضها الآخر، والسکوت عن بعضها، وذلک وفق ترتيب المستويات النحوية في اللغة العربية، فيبدأ الحديث عن نواحي البناء والإعراب، والتعريف والتنکير، والعمل وبعض النواحي النحوية الأخرى، وفيما يلي سنقدم ضمن هذه التوطئة تعريفاً موخراً بابن عادل الحنبلي.    هو عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقيّ، أبو حفص، سراج الدين، أحد کبار المفسرين ويلقب بالحنبلي والنعوماني، له مصنف في التفسير يسمى: "اللباب في علوم الکتاب"، وهو کتاب کبير في التفسير، يقع في حوالي عشرين جزءاً، وهو أحد أعلام القرن التاسع الهجري، کتب في کتابه "اللباب في علوم الکتاب"، أنه فرغ من کتابته في الخامس عشر من شهر رمضان المبارک من العام 880هـ، ويذکر صاحب الأعلام أنه لم يقع له على ترجمة([1]).    ويظهر لنا من خلال ما رأينا من نصوص المصادر التي عاد إليها الباحث أن ابن عادل الحنبلي قد توفي بعد سنة (880هـ)، وذلک لأنه قد أورد ضمن النسخة المخطوطة أنه أنهى هذا التفسير في رمضان سنة 880هـ، ولم يرد أنه قد مات في تلک السنة، بل إن الوارد فقط يتمثل في أنه أنهى هذا الکتاب في هذه السنة.     أما فيما يتعلق بالعصر الذي عاش فيه ابن عادل الحنبلي فإن أول ما يلحظ على هذا العصر وهو القرن التاسع الهجري أنه جاء تالياً لقرن زاخر بالمؤلفات التفسيرية الکبيرة، من مثل کتاب: مدارک التنزيل وحقائق التأويل، للنسفي، وکتاب: التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي، وکتاب: لباب التأويل في معاني التنزيل، للخازن،فکتب التفسير هذه کلها شکلت مظهراً علمياً تفسيرياً بارزاً لهذين القرنين الهجريين، الأمر الذي لا بد أن کان له أثره الکبير في سقل شخصية ابن عادل الحنبلي التفسيرية، مما دفعه إلى تقديم هذا التفسير الکبير.    وعموماً فإن ابن عادل الحنبلي قد عاش في نهايات العصر المملوکي في الدولة الإسلامية، أو ما يسمى بعصر الدول المتتابعة، وهذا العصر وُصف في کثير من الأحيان بأنه عصر تخلف، وتراجع في الفنون الإسلامية، وعصر اجترت فيه العلوم اجتراراً، وکانت دولة الإسلام إبانه في حالة انحطاط، في حين أن جميع هذه الصفات التي أُطلقت على هذا العصر ما هي إلا صفات جائرة، إذ إن هذا العصر مثل عصر الازدهار العلمي.    ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا تذکر الموسوعات العلمية إلا ويذکر معها العصر المملوکي، ذلک العصر الذي أطلق عليه عصر الموسوعات العلمية، وهو حکم صحيح إلى حد کبير.    وهکذا يتضح لنا مما سبق أن عصر المماليک ـ وهو عصر ابن عادل الحنبلي ـ قد تميز بامؤلفاته الضخمة التي تمثل موسوعات علمية في شتى العلوم، ومن هنا فلا نستغرب أن يأتي تفسير ابن عادل الحنبلي بهذا الحجم الکبير، إذ إن السمة التي برزت في هذا العصر تحکمت بطبيعة التأليف، وأوجدت المؤلفات الضخمة، ومن هنا جاء تفسير ابن عادل الحنبلي وفق هذا النسق العام للتأليف في هذا العصر، والله أعلم.
first_indexed 2024-03-11T16:03:06Z
format Article
id doaj.art-86ef6f5e7f5e4cdba2433c74cb23da13
institution Directory Open Access Journal
issn 2090-5319
2682-3268
language Arabic
last_indexed 2024-03-11T16:03:06Z
publishDate 2016-06-01
publisher Faculty of Education - Port Said University
record_format Article
series Maǧallaẗ Kulliyyaẗ Al-Tarbiyyaẗ - Ǧamiʿaẗ Būr Saʿīd
spelling doaj.art-86ef6f5e7f5e4cdba2433c74cb23da132023-10-25T06:49:55ZaraFaculty of Education - Port Said UniversityMaǧallaẗ Kulliyyaẗ Al-Tarbiyyaẗ - Ǧamiʿaẗ Būr Saʿīd2090-53192682-32682016-06-01202021324510.21608/jftp.2016.3223932239موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتابلافي محمد العنزي0المملکة العربية السعوديةتوطئة:    يتناول هذا البحث الحديث عن موقف ابن عادل الحنبلي المفسر الکبير من بعض القضايا النحوية الخلافية بين العلماء، ويبين هذا البحث طبيعة موقف ابن عادل من حيث موافقته لبعض الآراء، ومعارضته لبعضها الآخر، والسکوت عن بعضها، وذلک وفق ترتيب المستويات النحوية في اللغة العربية، فيبدأ الحديث عن نواحي البناء والإعراب، والتعريف والتنکير، والعمل وبعض النواحي النحوية الأخرى، وفيما يلي سنقدم ضمن هذه التوطئة تعريفاً موخراً بابن عادل الحنبلي.    هو عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقيّ، أبو حفص، سراج الدين، أحد کبار المفسرين ويلقب بالحنبلي والنعوماني، له مصنف في التفسير يسمى: "اللباب في علوم الکتاب"، وهو کتاب کبير في التفسير، يقع في حوالي عشرين جزءاً، وهو أحد أعلام القرن التاسع الهجري، کتب في کتابه "اللباب في علوم الکتاب"، أنه فرغ من کتابته في الخامس عشر من شهر رمضان المبارک من العام 880هـ، ويذکر صاحب الأعلام أنه لم يقع له على ترجمة([1]).    ويظهر لنا من خلال ما رأينا من نصوص المصادر التي عاد إليها الباحث أن ابن عادل الحنبلي قد توفي بعد سنة (880هـ)، وذلک لأنه قد أورد ضمن النسخة المخطوطة أنه أنهى هذا التفسير في رمضان سنة 880هـ، ولم يرد أنه قد مات في تلک السنة، بل إن الوارد فقط يتمثل في أنه أنهى هذا الکتاب في هذه السنة.     أما فيما يتعلق بالعصر الذي عاش فيه ابن عادل الحنبلي فإن أول ما يلحظ على هذا العصر وهو القرن التاسع الهجري أنه جاء تالياً لقرن زاخر بالمؤلفات التفسيرية الکبيرة، من مثل کتاب: مدارک التنزيل وحقائق التأويل، للنسفي، وکتاب: التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي، وکتاب: لباب التأويل في معاني التنزيل، للخازن،فکتب التفسير هذه کلها شکلت مظهراً علمياً تفسيرياً بارزاً لهذين القرنين الهجريين، الأمر الذي لا بد أن کان له أثره الکبير في سقل شخصية ابن عادل الحنبلي التفسيرية، مما دفعه إلى تقديم هذا التفسير الکبير.    وعموماً فإن ابن عادل الحنبلي قد عاش في نهايات العصر المملوکي في الدولة الإسلامية، أو ما يسمى بعصر الدول المتتابعة، وهذا العصر وُصف في کثير من الأحيان بأنه عصر تخلف، وتراجع في الفنون الإسلامية، وعصر اجترت فيه العلوم اجتراراً، وکانت دولة الإسلام إبانه في حالة انحطاط، في حين أن جميع هذه الصفات التي أُطلقت على هذا العصر ما هي إلا صفات جائرة، إذ إن هذا العصر مثل عصر الازدهار العلمي.    ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا تذکر الموسوعات العلمية إلا ويذکر معها العصر المملوکي، ذلک العصر الذي أطلق عليه عصر الموسوعات العلمية، وهو حکم صحيح إلى حد کبير.    وهکذا يتضح لنا مما سبق أن عصر المماليک ـ وهو عصر ابن عادل الحنبلي ـ قد تميز بامؤلفاته الضخمة التي تمثل موسوعات علمية في شتى العلوم، ومن هنا فلا نستغرب أن يأتي تفسير ابن عادل الحنبلي بهذا الحجم الکبير، إذ إن السمة التي برزت في هذا العصر تحکمت بطبيعة التأليف، وأوجدت المؤلفات الضخمة، ومن هنا جاء تفسير ابن عادل الحنبلي وفق هذا النسق العام للتأليف في هذا العصر، والله أعلم.https://jftp.journals.ekb.eg/article_32239_084a37fde9e9349c611b632de03d3b3f.pdfابن عادل الحنبلياللباب في علوم الکتاب
spellingShingle لافي محمد العنزي
موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب
Maǧallaẗ Kulliyyaẗ Al-Tarbiyyaẗ - Ǧamiʿaẗ Būr Saʿīd
ابن عادل الحنبلي
اللباب في علوم الکتاب
title موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب
title_full موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب
title_fullStr موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب
title_full_unstemmed موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب
title_short موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه: اللباب في علوم الکتاب
title_sort موقف ابن عادل الحنبلي من المسائل الخلافية في کتابه اللباب في علوم الکتاب
topic ابن عادل الحنبلي
اللباب في علوم الکتاب
url https://jftp.journals.ekb.eg/article_32239_084a37fde9e9349c611b632de03d3b3f.pdf
work_keys_str_mv AT lạfymḥmdạlʿnzy mwqfạbnʿạdlạlḥnblymnạlmsạỷlạlkẖlạfyẗfyḵtạbhạllbạbfyʿlwmạlḵtạb