تأثیر العمل المهنی على النتاج الأدبی فی روایة ( طیران اللیل ) للکاتب أنطونیو سانت أکسوبیری

قلائل هم الذین یتمکنون من الجمع مابین المهنة والأدب، ومن بین هؤلاء یتردد اسم اکسوبیری الطیار الروائی ، ألذی تمکن من أن یوظف عمله فی شرکة لنقل البرید جواً مع بدایات عهد الطیران ، وهو مانلحظه فی روایة طیران اللیل ، التی تروی قصة صراع الإنسان مع قوى الطبیعة لإنجاز مهمة . لقد تجلت تجربة مخاطر عمله المثی...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: فیحاء أخضیر
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Mosul, College of Arts 2021-03-01
Series:آداب الرافدين
Subjects:
Online Access:https://radab.mosuljournals.com/article_167715_44c532091fbec2de97c3fcc3a513ff12.pdf
Description
Summary:قلائل هم الذین یتمکنون من الجمع مابین المهنة والأدب، ومن بین هؤلاء یتردد اسم اکسوبیری الطیار الروائی ، ألذی تمکن من أن یوظف عمله فی شرکة لنقل البرید جواً مع بدایات عهد الطیران ، وهو مانلحظه فی روایة طیران اللیل ، التی تروی قصة صراع الإنسان مع قوى الطبیعة لإنجاز مهمة . لقد تجلت تجربة مخاطر عمله المثیرة والمرعبة فی الطیران فی هذه الروایة ، حین یجتاز العواصف الرعدیة وهو فی أعالی السماء . وهی أی الروایة من خلال عناصر المکان المتغیرة کاللیل الحالک السواد الذی تتخلله الأعاصیر .تقابله شجاعة الطیارین وقائدهم وإصرارهم فی متابعة مهمتهم فی إیصال البرید مهما کانت المخاطر .<br />         تؤرخ الروایة لفترة مابین الحربین العالمیتین ، من رجل أحترف الطیران والأدب وعاش وأرخ من خلال أعماله الروائیة . الأحداث الحقیقیة وما یدور بین طاقم الطائرة بأسلوب قصصی یجعل القارئ یعیش فی مخیلته تلک الأحداث وینفعل بتلک المشاعر ویختبرها لأولئک الطیارین الشجعان فیعیش فی قلب الحدث وکأنه فی الطائرة وأحد أفراد طاقمها فی لجة العاصفة. ونجد بطل الروایة ألذی وضع الکاتب فیه الکثیر من أنّاه،یحلم ویحاول أن ینجز عمله بشکل أقرب إلى الکمال من خلال الجمع بین مفاهیم القسوة والواجب والشجاعة النفسیة التی أحاط الکاتب بها أحد شخصیات روایته وهو ( ریفیر ) فجعل منه بطلاً أسطوریاً.<br />           أما ثیمة الحب فنجدها فی الروایة من خلال التضامن والاحترام المتبادل لطاقم الطائرة ، وصولاً لإنجاز المهمة – الرسالة ، کذلک نجد الحب الممزوج بالقلق والخوف على المصیر المجهول والشوق من خلال زوجة الطیار ( فابیان ) ،التی حضرت للشرکة لعلها تسمع أی خبر عن زوجها المفقود ،، لکن الصمت کان الجواب فعلمت أن الانتظار لا جدوى منه ! . وهنا نجد تناقض حقیقتا الحب والواجب اللتان لایمکن الجمع بینهما فی هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر ،،وحاول أکسوبیری على طوال رحلة الروایة إبراز عدد من الثیمات المساندة کالتفکیر العملی والتأمل الممزوج بالإرهاق فی لحظات تتکرر کأنها دهور من القلق والخوف ، فنقل لنا بأدق التعبیر الأدبیة المشاعر النفسیة المتغیرة والمواقف الانفعالیة کالغضب والیأس والدهشة فی أحایین .التی واجهها ویواجهها الطاقم فی معظم الرحلات حتى أمست روتیناً متوقعاً . فجعل القارئ مشدوداً منفعلاً متفاعلاً منذ اللحظات الأولى لرحلة الطیران هذه. وتتردد فی الروایة مجموعة من المصطلحات التقنیة الغریبة على الأدب وعلى اللغة المألوفة المتداولة المجتمعیة ، أستخدمها الکاتب بتجریدیة وعفویة لینقل لنا مشاعر الطاقم الذاتیة والفکریة فی لحظات مهنیة صعبة یتعامل الطیارون فیها مع أجهزة ویضعون فیها أملهم للوصول إلى بر الأمان
ISSN:0378-2867
2664-2506