ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)

مدخل: يقع الفكر الصوفي ضمن دائرة الفكر الإسلامي، الذي هو نتاج اجتهادات رجالاته وأعلامه، هذه الاجتهادات البشرية قابلة للخطأ والصواب، والتصفية والتنقيح، وعرضه للأخذ والرد، وللقبول والنقد كحال غيرها من اجتهادات الفكر الإسلامي. وقد أخذ الفكر الصوفي مناحي متعددة ومناهج شتى بعد مضي فترة على نشأته، لاس...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: جمال أحمد بادي
Format: Article
Language:Arabic
Published: International Institute of Islamic Thought 2000-10-01
Series:الفكر الإسلامي المعاصر
Online Access:https://citj.org/index.php/citj/article/view/1747
_version_ 1818488147877560320
author جمال أحمد بادي
author_facet جمال أحمد بادي
author_sort جمال أحمد بادي
collection DOAJ
description مدخل: يقع الفكر الصوفي ضمن دائرة الفكر الإسلامي، الذي هو نتاج اجتهادات رجالاته وأعلامه، هذه الاجتهادات البشرية قابلة للخطأ والصواب، والتصفية والتنقيح، وعرضه للأخذ والرد، وللقبول والنقد كحال غيرها من اجتهادات الفكر الإسلامي. وقد أخذ الفكر الصوفي مناحي متعددة ومناهج شتى بعد مضي فترة على نشأته، لاسيما بعد حرملة ظهور التأليف فيه. وقد اعتراه عبر رحلته الطويلة ما يعتري أي فكر أو اجتهاد بشري، وتعرض في مسيرته لشطحات وهنات وأقامت ضده جماعة من العلماء والفقهاء في شتى الأعصار والأمصار ينتقدون ويدحضون ويفندون، مابين مستقل ومستكثر. وقد استمر الفكر الصوفي ردهة من الزمن يخيم على كلكله الجمود والتعصب مما نتج عنه بعض الانحرافات والحيدة عن الطريق، واستغلت مفاهيمه استغلالاً سيئاً مما أثر على مقصوده وهدفه الذي قام في الأساس من أجله. وقد قيض الله عز وجل للفكر الصوفي علماء أفذاذاً جمعوا بين الفقه في الدين ورسوخ العلم فيه من جهة، والانخراط في سلك الفكر الصوفي والتأثر به واستيعابه استيعاباً كاملاً من جهة أخرى، فحملوا راية التجديد لهذا الفـكر. وكان مقصدهم تصحيح المسار، وتنبيه المخطئين السالكين لدربه بألطف أسلوب وأعذب عبارة؛ حيث أكدوا على حقائق ودقائق هذا الفكر، وقاموا بتأصيل هذا الفن وربطه بأصوله الأولى وينابيعه الصافية القرآن والسنة. وبينوا ما زلت فيه الأقدام وضلت فيه الأفهام، وما ربط بالتصوف من أمور هو منها براء. وقد كان الشيخ أحمد زروق، رحمه الله واسعة، احد هؤلاء العلماء الأعلام الذين كان لهم اليد الطولى وقصب السبق في هذا المضمار؛ حيث استحق بذلك أن يكون كما أشار هو في (قواعده): فقهية الصوفية.[1] فمن هو الشيخ زروق؟ هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي[2] الفاسي، المغربي الأصل والنشأة، الذي اشتهر بزروق[3]. ولد يوم الخميس في الثاني والعشرين من محرم عام 846 ن الهجرة، وتوفيت أمه ثالث أيام ولادته، ولحقها أبوه قبل السابع، فعاش، رجمه ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.  
first_indexed 2024-12-10T16:47:22Z
format Article
id doaj.art-8f0c3fc44ce5483196956b6f00542a96
institution Directory Open Access Journal
issn 2707-515X
2707-5168
language Arabic
last_indexed 2024-12-10T16:47:22Z
publishDate 2000-10-01
publisher International Institute of Islamic Thought
record_format Article
series الفكر الإسلامي المعاصر
spelling doaj.art-8f0c3fc44ce5483196956b6f00542a962022-12-22T01:41:01ZaraInternational Institute of Islamic Thoughtالفكر الإسلامي المعاصر2707-515X2707-51682000-10-01622ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)جمال أحمد باديمدخل: يقع الفكر الصوفي ضمن دائرة الفكر الإسلامي، الذي هو نتاج اجتهادات رجالاته وأعلامه، هذه الاجتهادات البشرية قابلة للخطأ والصواب، والتصفية والتنقيح، وعرضه للأخذ والرد، وللقبول والنقد كحال غيرها من اجتهادات الفكر الإسلامي. وقد أخذ الفكر الصوفي مناحي متعددة ومناهج شتى بعد مضي فترة على نشأته، لاسيما بعد حرملة ظهور التأليف فيه. وقد اعتراه عبر رحلته الطويلة ما يعتري أي فكر أو اجتهاد بشري، وتعرض في مسيرته لشطحات وهنات وأقامت ضده جماعة من العلماء والفقهاء في شتى الأعصار والأمصار ينتقدون ويدحضون ويفندون، مابين مستقل ومستكثر. وقد استمر الفكر الصوفي ردهة من الزمن يخيم على كلكله الجمود والتعصب مما نتج عنه بعض الانحرافات والحيدة عن الطريق، واستغلت مفاهيمه استغلالاً سيئاً مما أثر على مقصوده وهدفه الذي قام في الأساس من أجله. وقد قيض الله عز وجل للفكر الصوفي علماء أفذاذاً جمعوا بين الفقه في الدين ورسوخ العلم فيه من جهة، والانخراط في سلك الفكر الصوفي والتأثر به واستيعابه استيعاباً كاملاً من جهة أخرى، فحملوا راية التجديد لهذا الفـكر. وكان مقصدهم تصحيح المسار، وتنبيه المخطئين السالكين لدربه بألطف أسلوب وأعذب عبارة؛ حيث أكدوا على حقائق ودقائق هذا الفكر، وقاموا بتأصيل هذا الفن وربطه بأصوله الأولى وينابيعه الصافية القرآن والسنة. وبينوا ما زلت فيه الأقدام وضلت فيه الأفهام، وما ربط بالتصوف من أمور هو منها براء. وقد كان الشيخ أحمد زروق، رحمه الله واسعة، احد هؤلاء العلماء الأعلام الذين كان لهم اليد الطولى وقصب السبق في هذا المضمار؛ حيث استحق بذلك أن يكون كما أشار هو في (قواعده): فقهية الصوفية.[1] فمن هو الشيخ زروق؟ هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي[2] الفاسي، المغربي الأصل والنشأة، الذي اشتهر بزروق[3]. ولد يوم الخميس في الثاني والعشرين من محرم عام 846 ن الهجرة، وتوفيت أمه ثالث أيام ولادته، ولحقها أبوه قبل السابع، فعاش، رجمه ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.   https://citj.org/index.php/citj/article/view/1747
spellingShingle جمال أحمد بادي
ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)
الفكر الإسلامي المعاصر
title ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)
title_full ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)
title_fullStr ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)
title_full_unstemmed ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)
title_short ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق (رحمه الله)
title_sort ملامح التجديد في الفكر الصوفي عند الشيخ أحمد زروق رحمه الله
url https://citj.org/index.php/citj/article/view/1747
work_keys_str_mv AT jmạlạḥmdbạdy mlạmḥạltjdydfyạlfkrạlṣwfyʿndạlsẖykẖạḥmdzrwqrḥmhạllh