توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح

عندما نتحدث عن الحواس فأول ما يتبادر الى أذهاننا صورة تلك الحواس الموظفة توظيفاً مرجعياً لما اختيرت له سوا عني بذلك التوظيف الفعلي لتلك الحواس أم أننا نوظف تلك الحواس في النص شعراً كان أم نثراً فأن ذلك يتطلب الخروج عن وظيفتها الحقيقية الى وظيفة مجازية تتناسب وطبيعة تلك النصوص الأدبية. فالمعروف أن لغ...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Zainab Abdul-Mahdi Nima
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Baghdad 2021-06-01
Series:مجلة الآداب
Subjects:
Online Access:https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/1689
_version_ 1819226071903502336
author Zainab Abdul-Mahdi Nima
author_facet Zainab Abdul-Mahdi Nima
author_sort Zainab Abdul-Mahdi Nima
collection DOAJ
description عندما نتحدث عن الحواس فأول ما يتبادر الى أذهاننا صورة تلك الحواس الموظفة توظيفاً مرجعياً لما اختيرت له سوا عني بذلك التوظيف الفعلي لتلك الحواس أم أننا نوظف تلك الحواس في النص شعراً كان أم نثراً فأن ذلك يتطلب الخروج عن وظيفتها الحقيقية الى وظيفة مجازية تتناسب وطبيعة تلك النصوص الأدبية. فالمعروف أن لغة الأدب لغة خاصة تسمو على لغة الكتابة والبحث وهذا ما يجعلنا نطيل التأمل والوقوف عند كل كلمة في النص الأدبي، بل ونقرأه أكثر من قراءة للوصول الى مقاربات تتوافق مع ما أراده النص، وعلى ذلك فأننا امام نص يفيض ويتلاطم بتلك الصور الحسية التي وظفتها الكاتبة عالية ممدوح في روايتها (الغلامة). فالظروف الشاذة والأجواء القلقة التي عاشتها بطلة الرواية استدعت توظيف الحواس الخمس توظيفاً مرجعياً وآخر مجازياً لوصف أجواء وملابسات أحداث الرواية. لقد ((عاش الأدباء والمثقفون العراقيون ومنهم كتاب القصة أجواء كابوسيه وألواناً من اليأس والاستلاب الروحي)) عطية. د. ت، ص١٢. فاستطاع من كان منهم في خارج العراق ان يعبر عن محنة العراق ((اذ وفرت فسحة الحرية في المنفى كتابة نصوص واضحة عن عذاب العراق وخوفه ومقاومته ومعاناته)) ابراهيم 2012ص180.فهكذا بدا ان الادب القصصي في العراق تشم منه رائحة الموت والوحشية. الساعدي 2013 ص14. إذ أن الكاتبة عالية ممدوح عاشت أحداث شباط ١٩٦٣ اذ كانت تسكن بالقرب من النادي الاولمبي في الاعظمية وعاشت وسمعت انين المعتقلين وصراخ المعتقلات، فاستطاعت ان تلتقط ما يحيط بها بدقة وتفصيل متناهيين اذ أبدعت في صياغة تلك الرواية، ولا سيما تناولت موضوع حساس جدا وهو العنف السياسي الذي يتعرض له السجناء السياسيون ولا سيما النساء اذ تعرضت الكثير منهن للعنف بيد انهن لم يفصحن عما جرى لهن لان (مثل هذا الموضوع هو شبهة ومثل هذه الشبهة قد تزيد من العنف الواقع عليهن) شعبان 2000ص201. وإذا ما صنفنا الرواية - موضوعة البحث - بالأدب النسوي الذي يراه بعض الدارسين ان له ((هويته وملامحه الخاصة وعلاقته بجذور ثقافة المبدع وموروثه الاجتماعي والثقافي وتجاربه الخاصة من نفسية وفكرية تؤثر في فهمه للعالم من حوله والمرحلة التاريخية التي تعيشها)) ينظر: بول د.ت ص١٩. فعلم النفس يقرر انه (لا فرق بين ادب الرجل وادب المرأة لوجود علاقة ارتباط بين الذكاء والابداع وما دام انه ليس هناك فرق بينهما في الذكاء فانه لا فرق في الابداع بينهما) فريحات 1995 ص107. وفي بحثنا هذا نحن ازاء رواية عمدت الى رصد الحالة السياسية والاجتماعية والفكرية التي عاشها العراقيون في مرحلة الاعتراك السياسي على السلطة أبان انقلاب الحكم في العراق. وبناء على ما تقدم سنركز في بحثنا على توظيف الحواس في الرواية بعودتنا الى مرجعيتها تارة وبانزياحها عن مفهومها الحقيقي تارة أخرى وفي ضوء قراءتنا لتلك الرواية قسمنا البحث الى مبحثين الاول تناول توظيف الحواس في رسم الشخصيات، والثاني توظيف الحواس وعلاقته بالزمان والمكان في الرواية مستعينين بالوصف كأداة فاعلة في رسم تلك العناصر.
first_indexed 2024-12-23T10:19:40Z
format Article
id doaj.art-d4fe1a965d4145ac8a9dbf4d5e84ed87
institution Directory Open Access Journal
issn 1994-473X
2706-9931
language Arabic
last_indexed 2024-12-23T10:19:40Z
publishDate 2021-06-01
publisher University of Baghdad
record_format Article
series مجلة الآداب
spelling doaj.art-d4fe1a965d4145ac8a9dbf4d5e84ed872022-12-21T17:50:43ZaraUniversity of Baghdadمجلة الآداب1994-473X2706-99312021-06-01213710.31973/aj.v2i137.1689توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوحZainab Abdul-Mahdi Nimaعندما نتحدث عن الحواس فأول ما يتبادر الى أذهاننا صورة تلك الحواس الموظفة توظيفاً مرجعياً لما اختيرت له سوا عني بذلك التوظيف الفعلي لتلك الحواس أم أننا نوظف تلك الحواس في النص شعراً كان أم نثراً فأن ذلك يتطلب الخروج عن وظيفتها الحقيقية الى وظيفة مجازية تتناسب وطبيعة تلك النصوص الأدبية. فالمعروف أن لغة الأدب لغة خاصة تسمو على لغة الكتابة والبحث وهذا ما يجعلنا نطيل التأمل والوقوف عند كل كلمة في النص الأدبي، بل ونقرأه أكثر من قراءة للوصول الى مقاربات تتوافق مع ما أراده النص، وعلى ذلك فأننا امام نص يفيض ويتلاطم بتلك الصور الحسية التي وظفتها الكاتبة عالية ممدوح في روايتها (الغلامة). فالظروف الشاذة والأجواء القلقة التي عاشتها بطلة الرواية استدعت توظيف الحواس الخمس توظيفاً مرجعياً وآخر مجازياً لوصف أجواء وملابسات أحداث الرواية. لقد ((عاش الأدباء والمثقفون العراقيون ومنهم كتاب القصة أجواء كابوسيه وألواناً من اليأس والاستلاب الروحي)) عطية. د. ت، ص١٢. فاستطاع من كان منهم في خارج العراق ان يعبر عن محنة العراق ((اذ وفرت فسحة الحرية في المنفى كتابة نصوص واضحة عن عذاب العراق وخوفه ومقاومته ومعاناته)) ابراهيم 2012ص180.فهكذا بدا ان الادب القصصي في العراق تشم منه رائحة الموت والوحشية. الساعدي 2013 ص14. إذ أن الكاتبة عالية ممدوح عاشت أحداث شباط ١٩٦٣ اذ كانت تسكن بالقرب من النادي الاولمبي في الاعظمية وعاشت وسمعت انين المعتقلين وصراخ المعتقلات، فاستطاعت ان تلتقط ما يحيط بها بدقة وتفصيل متناهيين اذ أبدعت في صياغة تلك الرواية، ولا سيما تناولت موضوع حساس جدا وهو العنف السياسي الذي يتعرض له السجناء السياسيون ولا سيما النساء اذ تعرضت الكثير منهن للعنف بيد انهن لم يفصحن عما جرى لهن لان (مثل هذا الموضوع هو شبهة ومثل هذه الشبهة قد تزيد من العنف الواقع عليهن) شعبان 2000ص201. وإذا ما صنفنا الرواية - موضوعة البحث - بالأدب النسوي الذي يراه بعض الدارسين ان له ((هويته وملامحه الخاصة وعلاقته بجذور ثقافة المبدع وموروثه الاجتماعي والثقافي وتجاربه الخاصة من نفسية وفكرية تؤثر في فهمه للعالم من حوله والمرحلة التاريخية التي تعيشها)) ينظر: بول د.ت ص١٩. فعلم النفس يقرر انه (لا فرق بين ادب الرجل وادب المرأة لوجود علاقة ارتباط بين الذكاء والابداع وما دام انه ليس هناك فرق بينهما في الذكاء فانه لا فرق في الابداع بينهما) فريحات 1995 ص107. وفي بحثنا هذا نحن ازاء رواية عمدت الى رصد الحالة السياسية والاجتماعية والفكرية التي عاشها العراقيون في مرحلة الاعتراك السياسي على السلطة أبان انقلاب الحكم في العراق. وبناء على ما تقدم سنركز في بحثنا على توظيف الحواس في الرواية بعودتنا الى مرجعيتها تارة وبانزياحها عن مفهومها الحقيقي تارة أخرى وفي ضوء قراءتنا لتلك الرواية قسمنا البحث الى مبحثين الاول تناول توظيف الحواس في رسم الشخصيات، والثاني توظيف الحواس وعلاقته بالزمان والمكان في الرواية مستعينين بالوصف كأداة فاعلة في رسم تلك العناصر.https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/1689الروايةالحواسالشخصيةالزمانالمكان
spellingShingle Zainab Abdul-Mahdi Nima
توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
مجلة الآداب
الرواية
الحواس
الشخصية
الزمان
المكان
title توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
title_full توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
title_fullStr توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
title_full_unstemmed توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
title_short توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
title_sort توظيف الحواس الخمس في رواية الغلامة لعالية ممدوح
topic الرواية
الحواس
الشخصية
الزمان
المكان
url https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/index.php/aladabjournal/article/view/1689
work_keys_str_mv AT zainababdulmahdinima twẓyfạlḥwạsạlkẖmsfyrwạyẗạlgẖlạmẗlʿạlyẗmmdwḥ