شعر مجلس شعراء جبل الفتح فی کتاب المن بالامامة على المستضعفین بان جعلهم الله ائمة وجعلهم الوارثین

لم یکن إعادة فتح جبل طارق سنة (555هـ) إنهاءً للصراعات العربیة فحسب ولکنه کان حداً لأَطماع الإفرنج وکان الفضل یعود للخلیفة عبد المؤمن بن علی (ت558هـ) فی الحفاظ على هذا الجزء المهم من الدولة الأندلسیة الموحدیة وحمایتها من الزحف الإفرنجی بعد أن أصبح الأندلسیون یعانون من شدة وطأة العدو علیهم شیئا کثیرا،...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: فواز محمد
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Mosul, College of Arts 2009-11-01
Series:آداب الرافدين
Subjects:
Online Access:https://radab.mosuljournals.com/article_30909_56bf7854daa34e85d6785214e390ad41.pdf
Description
Summary:لم یکن إعادة فتح جبل طارق سنة (555هـ) إنهاءً للصراعات العربیة فحسب ولکنه کان حداً لأَطماع الإفرنج وکان الفضل یعود للخلیفة عبد المؤمن بن علی (ت558هـ) فی الحفاظ على هذا الجزء المهم من الدولة الأندلسیة الموحدیة وحمایتها من الزحف الإفرنجی بعد أن أصبح الأندلسیون یعانون من شدة وطأة العدو علیهم شیئا کثیرا، فقد سقطت مدنهم مثل سرقسطة (456هـ)، وطلیطلة (478هـ)، وبلنسیة (488هـ) فی أیام ملوک الطوائف وأیام حکم المرابطین، وإذا قدر للمدینة الأخیرة أن تعاد إلى حظیرة الإسلام بعد ثمانی سنوات من سقوطها فان الأخریین قد ذهبتا إلى الأبد  ولم یستطع الأندلسیون والمرابطون أن یعیداهما ویسترداهما مما جعل النکبة تؤثر فی نفوس الشعراء وتتخذ أبعاداً جدیدة فی شعرهم حیث أن الشعراء کانوا یرون أن لاسبیل إلى إنقاذ الأندلس إلا بالقضاء على الإفرنج وقد أدرک الخلیفة – عبد المؤمن - حقا بأن الجزیرة بحاجة إلى فتح جدید فعلیه أن یعد العدة للجهاد الأکبر لیعید به إلى الإسلام صفحته الجدیدة ولسنا بهذه الإلمامة السریعة نروم أن یکون البحث قائما على دراسة تاریخیة لتلک الحقبة من عمر الدولة الأندلسیة، وان کان الأدب والتاریخ متلازمین، والذی یهمنا من هذا الأمر کله الشعر الذی واکب تلک الأنظمة السیاسیة التی حکمت شبه الجزیرة الأندلسیة لأن الشعر فی مجمله جارى تلک الأحداث السیاسیة وتفاعل معها  وجاء اقتصاری على کتاب تأریخ المن بالإمامة لابن صاحب الصلاة لسببین رئیسین: <br /> أولهما: أن القرن الخامس للهجرة کان وما یزال یسـتأثر بإعجاب الدارسین واهتمامهم کون هذه المدة من أخصب العصور التی عاشتها الأندلس وشهدت فیها عصرها الذهبی من الازدهار الحضاری والأدبی، لذا آثرت أن یکون موضوع بحثی موجزا قدر الإمکان؛ وما یعنینا من کتاب تأریخ المن بالإمامة المواضع الخاصة بأربعة من الشعراء الأندلسیین ممن أنشدوا شعرهم فی حضرة الخلیفة الموحدی عبد المؤمن بن علی وهم: أبو بکر بن المنخل الشلبی(ت560هـ)  وابن السید الأشبیلی المعروف باللص(577-578هـ)  والقرشی الأمی القرطبی المعروف بالطلیق ویسمیه المقری بالأصم المروانی (مجهول الوفاة) وابن صاحب الصلاة الباجی (ت578هـ) ویخلو کتاب المن بالإمامة من الحدیث عن حیاة هؤلاء الشعراء وإنما اکتفى بالإشارة إلیهم کما انه اقتصر على سرد شعر الشعراء إذ غلب علیه الطابع الإحصائی، لذا فان محاولتی ستقوم على دراسة أهم المواضیع التی تطرق إلیها هؤلاء الشعراء والتی تکاد تکون قسیما مشترکا بین الشعراء المداحین، أبین من خلالها ابرز السمات الموضوعیة التی تنطوی علیها.
ISSN:0378-2867
2664-2506