تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية

يظن عامة الباحثين –اليوم- أن العلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية المعاصرة خرجت من رحم الفلسفة الغربية، وانبثقت عن الرؤية الغربية، وأن الغربيين قد انفردوا ببناء صروحها وإعلاء بنيانها، وأن المسلمين لم يعرفوا كثيرا من هذه العلوم من قبل، ولم يقدموا فيها الكثير، وأن الذين تناولوا هذا النوع من المعارف...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: طه جابر العلواني
Format: Article
Language:Arabic
Published: International Institute of Islamic Thought 2006-01-01
Series:الفكر الإسلامي المعاصر
Subjects:
Online Access:https://citj.org/index.php/citj/article/view/2791
_version_ 1818532820327333888
author طه جابر العلواني
author_facet طه جابر العلواني
author_sort طه جابر العلواني
collection DOAJ
description يظن عامة الباحثين –اليوم- أن العلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية المعاصرة خرجت من رحم الفلسفة الغربية، وانبثقت عن الرؤية الغربية، وأن الغربيين قد انفردوا ببناء صروحها وإعلاء بنيانها، وأن المسلمين لم يعرفوا كثيرا من هذه العلوم من قبل، ولم يقدموا فيها الكثير، وأن الذين تناولوا هذا النوع من المعارف أو بعضها من علماء المسلمين مثل الغزالي وابن رشد وابن خلدون ومَن إليهم إنما كانوا مترجمين للتراث اليوناني أو الإغريقي الهيليني. فالمسلمون –في نظر هؤلاء- أمة عنيت بالنقل والرواية، ولم يعنوا إلا بشكل منفرد بالفلسفة، وما يمكن أن يتولد عنها من معرفة؛ ولذلك فإنهم انشغلوا بمعارف "النقل والرواية"، أما الغربيون فإن اهتمامهم بالفلسفة وعنايتهم بها مكنهم من بناء هذه المعارف وتطويرها حتى جعلوا منها علوما ناضجة تستمد علميتها من "فلسفة العلوم الطبيعية"؛ ولذلك فقد اكتسبت هذه العلوم الصفة العلمية بتقبلها وخضوعها للضوابط العلمية والمناهج العلمية الدقيقة. ثم إن هذه العلوم السلوكية والاجتماعية إنما تعنى بتحليل الظواهر ومعرفتها، والوصول إلى أوصاف دقيقة لها بحيث يمكن التنبؤ بما قد تؤدي إليه، أما تقييم الفعل أو الظاهرة الذي تقوم به العلوم النقلية والفقهية من وصف الفعل بالحل والحرمة أو الإباحة، فتلك أمور لا تتدخل فيها العلوم السلوكية والاجتماعية؛ إذ دأْبُ الأخيرة أن تحلل الظاهرة وتصفها وتجعلها مفهومة مدركة يمكن التنبؤ بما قد تبلغه أو تؤدي إليه. هذا الظن العام أخذ في التراجع خلال الربع الأخير من القرن المنصرم أمام حالتين مهمتين: حالة المراجعة والتفكير النقدي critical thinking في العلوم الاجتماعية والإنسانية ضمن الدائرة الغربية بتياراتها وروافدها من جهة، وحالة تصاعد وتراكم مدارس إعادة التأصيل والتوجيه لموضوعات هذه العلوم وغاياتها ومناهجها من زوايا حضارية ونماذج معرفية مغايرة من جهة أخرى، من قبيل مدرسة "إسلامية المعرفة" ونظائرها من الدائرة الحضارية الإسلامية. إن حالة المراجعة هذه أثبتت ضرورة السعة والتكافؤ المنهاجي في تعريف المفاهيم الكبرى، مثل "العلم" و"المنهج" بما يتلاءم مع خصائص الطبيعة البشرية وطبيعة الاجتماع الإنساني، ولا يقف بهما عند حدود المادة وعلومها وقياس علوم الإنسان عليها، رغم الفوارق الشاسعة، ومن هنا برزت الحاجة إلى مراجعة ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة. 
first_indexed 2024-12-11T17:50:31Z
format Article
id doaj.art-ee6f60c3ae5b4ae9b8bd51def394859d
institution Directory Open Access Journal
issn 2707-515X
2707-5168
language Arabic
last_indexed 2024-12-11T17:50:31Z
publishDate 2006-01-01
publisher International Institute of Islamic Thought
record_format Article
series الفكر الإسلامي المعاصر
spelling doaj.art-ee6f60c3ae5b4ae9b8bd51def394859d2022-12-22T00:56:13ZaraInternational Institute of Islamic Thoughtالفكر الإسلامي المعاصر2707-515X2707-51682006-01-011142-43تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعيةطه جابر العلواني يظن عامة الباحثين –اليوم- أن العلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية المعاصرة خرجت من رحم الفلسفة الغربية، وانبثقت عن الرؤية الغربية، وأن الغربيين قد انفردوا ببناء صروحها وإعلاء بنيانها، وأن المسلمين لم يعرفوا كثيرا من هذه العلوم من قبل، ولم يقدموا فيها الكثير، وأن الذين تناولوا هذا النوع من المعارف أو بعضها من علماء المسلمين مثل الغزالي وابن رشد وابن خلدون ومَن إليهم إنما كانوا مترجمين للتراث اليوناني أو الإغريقي الهيليني. فالمسلمون –في نظر هؤلاء- أمة عنيت بالنقل والرواية، ولم يعنوا إلا بشكل منفرد بالفلسفة، وما يمكن أن يتولد عنها من معرفة؛ ولذلك فإنهم انشغلوا بمعارف "النقل والرواية"، أما الغربيون فإن اهتمامهم بالفلسفة وعنايتهم بها مكنهم من بناء هذه المعارف وتطويرها حتى جعلوا منها علوما ناضجة تستمد علميتها من "فلسفة العلوم الطبيعية"؛ ولذلك فقد اكتسبت هذه العلوم الصفة العلمية بتقبلها وخضوعها للضوابط العلمية والمناهج العلمية الدقيقة. ثم إن هذه العلوم السلوكية والاجتماعية إنما تعنى بتحليل الظواهر ومعرفتها، والوصول إلى أوصاف دقيقة لها بحيث يمكن التنبؤ بما قد تؤدي إليه، أما تقييم الفعل أو الظاهرة الذي تقوم به العلوم النقلية والفقهية من وصف الفعل بالحل والحرمة أو الإباحة، فتلك أمور لا تتدخل فيها العلوم السلوكية والاجتماعية؛ إذ دأْبُ الأخيرة أن تحلل الظاهرة وتصفها وتجعلها مفهومة مدركة يمكن التنبؤ بما قد تبلغه أو تؤدي إليه. هذا الظن العام أخذ في التراجع خلال الربع الأخير من القرن المنصرم أمام حالتين مهمتين: حالة المراجعة والتفكير النقدي critical thinking في العلوم الاجتماعية والإنسانية ضمن الدائرة الغربية بتياراتها وروافدها من جهة، وحالة تصاعد وتراكم مدارس إعادة التأصيل والتوجيه لموضوعات هذه العلوم وغاياتها ومناهجها من زوايا حضارية ونماذج معرفية مغايرة من جهة أخرى، من قبيل مدرسة "إسلامية المعرفة" ونظائرها من الدائرة الحضارية الإسلامية. إن حالة المراجعة هذه أثبتت ضرورة السعة والتكافؤ المنهاجي في تعريف المفاهيم الكبرى، مثل "العلم" و"المنهج" بما يتلاءم مع خصائص الطبيعة البشرية وطبيعة الاجتماع الإنساني، ولا يقف بهما عند حدود المادة وعلومها وقياس علوم الإنسان عليها، رغم الفوارق الشاسعة، ومن هنا برزت الحاجة إلى مراجعة ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.  https://citj.org/index.php/citj/article/view/2791التراث
spellingShingle طه جابر العلواني
تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
الفكر الإسلامي المعاصر
التراث
title تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
title_full تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
title_fullStr تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
title_full_unstemmed تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
title_short تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
title_sort تراثنا الإسلامي والمعارف الإنسانية والاجتماعية
topic التراث
url https://citj.org/index.php/citj/article/view/2791
work_keys_str_mv AT ṭhjạbrạlʿlwạny trạtẖnạạlạslạmywạlmʿạrfạlạnsạnyẗwạlạjtmạʿyẗ