التدخلات الأمريكية – الروسية في دول حوض بحر قزوين – القوقاز ما بعد العام 2001 (استراتيجيات إعادة فرض السيطرة والنفوذ أنموذجا)

لقد أصبحت اليوم الدول القزوينية الخمس المتشاطئة على سواحل بحر قزوين (كازاخستان، تركمانستان، أذربيجان، روسيا، وإيران) واجهة للأطماع والتنافس الدولي والإقليمي ولاسيما في ضوء المميزات والخصائص التي حبتها بها الجغرافية الطبيعية وتمتعها بمجموعة من الثروات الاقتصادية والمعدنية غير المستغلة بالشكل الأمثل...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Asst.Prof.Dr. Ammar Hameed Yassin, Dr. Hisham Adnan Weheib
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Baghdad 2022-06-01
Series:مجلة العلوم السياسية
Subjects:
Online Access:https://jcopolicy.uobaghdad.edu.iq/index.php/jcopolicy/article/view/623
Description
Summary:لقد أصبحت اليوم الدول القزوينية الخمس المتشاطئة على سواحل بحر قزوين (كازاخستان، تركمانستان، أذربيجان، روسيا، وإيران) واجهة للأطماع والتنافس الدولي والإقليمي ولاسيما في ضوء المميزات والخصائص التي حبتها بها الجغرافية الطبيعية وتمتعها بمجموعة من الثروات الاقتصادية والمعدنية غير المستغلة بالشكل الأمثل لحد الآن, مما جعلها منطقة جذب استراتيجي للتوجهات والتدخلات الدولية ولاسيما الغربية منها, فكانت معتركاً للشركات العالمية الكبرى الرامية الى احتكار الاستثمارات الصناعية الواعدة من اجل فرض السيطرة والنفوذ إلى موارد المنطقة وثرواتها الاقتصادية ومن ثم  فرض سياساتها الخارجية وترتيباتها العسكرية والأمنية على دول منطقة بحر قزوين _ القوقاز ودول منطقة الحوض بشكل اوسع. وعليه فقد شغلت هذه المنطقة مكانة متميزة في أجندة مخططي السياسات الدولية الكبرى، لاسيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي واشتداد وطأة التنافس الدولي والإقليمي في المنطقة، ليس فقط من أجل السيطرة على موارد الطاقة (كالنفط والغاز الطبيعي) الغنية فيها، بل لتحقيق مكاسب جيوسياسية وإستراتيجية بعيدة المدى، فالولايات المتحدة الأمريكية لم يكن بمقدورها رؤية المنطقة بعيدة عن توجهاتها السياسية التي تزامنت مع إعلانها عن قيام (النظام العالمي الجديد)، كما أن روسيا الاتحادية تسعى إلى استعادة مكانتها الدولية مجدداً منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين للسلطة مطلع عام 2000 وهو الأمر الذي فرض عليها استعادة مكانتها ونفوذها الجيوبوليتيكي في دول الخارج القريب (أسيا الوسطى والقوقاز)، فضلاً عن المنافسة الدولية للقوى الصاعدة والتي تبديها كلاً من الصين والهند وإيران وتركيا, وهو الأمر الذي شكل تنافساً وصراعاً دولياً محتدماً في المنطقة, إذ إن الموقع الجغرافي الحبيس لجمهوريات المنطقة، ولـــــّد إشكالية مزدوجة سياسية – اقتصادية  تمثلت بعدم إمكانية دول المنطقة للاستفادة المباشرة من مواردها المعدنية والهيدروكاربونية ما لم تلجأ إلى استعمال أراضي وموانئ الدول المجاورة لها، والتي تعاني اغلبها من ظاهرة عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما فرض بروز مجموعة من التحديات التي تستند إلى خصوصية التدخلات الأمريكية- الروسية في دول حوض بحر قزوين- القوقاز ما بعد العام 2001 ضمن إطار تكتيل وتعزيز استدامة استراتيجيات فرض السيطرة والنفوذ من كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية حيال المنطقة.    
ISSN:2521-912X
1815-5561