المنهج البنائي في تحليل النتاجات النحتية
يهدف البحث الحالي إلى تناول المنهج البنائي في تحليل النتاجات النحتية ، بكونه منهجا يختلف عن غيره من المنـاهج التحـليلية والإبـداعية في ارتباطـه الأساسي بتكـنيك لا ينفك عنه ، وهو إعادة بناء النتاج النحتي لإبراز وظائفه من خلال عمليتين أساسيتين ، هما الاقتطاع والتركيب ، أي اقتطاع الأجزاء الدالة للشيء...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Article |
Language: | Arabic |
Published: |
College of Fine Arts, University of Basrah
2022-11-01
|
Series: | مجلة فنون البصرة |
Subjects: | |
Online Access: | http://bjfa.uobasrah.edu.iq/index.php/Arts/article/view/70 |
Summary: | يهدف البحث الحالي إلى تناول المنهج البنائي في تحليل النتاجات النحتية ، بكونه منهجا يختلف عن غيره من المنـاهج التحـليلية والإبـداعية في ارتباطـه الأساسي بتكـنيك لا ينفك عنه ، وهو إعادة بناء النتاج النحتي لإبراز وظائفه من خلال عمليتين أساسيتين ، هما الاقتطاع والتركيب ، أي اقتطاع الأجزاء الدالة للشيء للكشف عن كيفية قيامها بوظائفها ، ومدى تأثيرها في الكل ، ومن ثم تركيب هذه الأجزاء بعد اكتشاف قوانين حركتها في كل عضوي ، وتحليل القواعد المتصلة بإيحاءاتها وأنظمتها المختلفة . وبالتالي أصبح من الضرورة طرح تساؤل ، هل يمكن قراءة النتاج النحتي وتحليله سواء كان بارزا او مجسما او مجّمعا من خلال المنهج البنائي ؟
ومن اجل تناول هذا البحث ارتأى الباحث استخدام المنهج البنائي في تحليل نتاج نحتي تم اختياره قصديا كنموذج لتطبيق هذا المنهج عليه . حيث تطرقت الدراسة الحالية في المبحث الأول إلى مفهوم المنهج البنائي ، والذي بعد تكوينه ونضجه يختلف جوهريا عن المنهج الشكلي ، وصولا الى طروحات ليفي شتراوس وما يؤكده بالفرق بين الشكلية والبنائية من حيث الفصل بين هذين الجانبين لان الشكل هو القابل للفهم ، بينما لا يتعدى المضمون ان يكون بقايا خالية من القيمة الدالة . اما المبحث الثاني فتطرق الى المنهج البنائي كونه منهجا نقديا ، حيث تعمل البنائية على دراسة الروابط التي تنظم عناصر البنية ، وهذه الروابط تخضع لقوانين تتحكم في بناء العلاقات التي تجمعها ، فهي تتسم بالثبات فبالرغم من أن العناصر قد تتغير الا ان العلاقات تبقى نفسها . ومن ثم تناول البحث المؤشرات التي يعتمدها المنهج البنائي وبما يلي :
1ـ تحليل كل بناء الى جزيئاته التي يتكون منها ، وذلك للكشف عن العلاقات الموضوعية التي تربطها فيما بينها ، وبعد ذلك إعادة تركيبها في بناء كل جديد يكون أرقى من البناء السابق وأكثر تقدما منه .
2ـ تحديد اتجاه عملية تحليل وتركيب كل بناء .
3.اكتشاف الماهيات الكامنة خلف كل بناء والتي تتمثل في العلاقات وليست شيئاً آخر أعلى منها .
وفي المبحث الثالث تطرق الى استخدام المنهج البنائي كمنهج تحليلي واختيار نموذج نحتي للتحليل (حركة حصان ) للنحات جواد سليم حيث تبين من خلالها الخروج بعدد من النتائج التي اختتم بها البحث، منها حركة العدو الظاهرة في الشكل ، هي مستلهمة من الأشكال الآشورية القديمة ، حيث وجود أكثر من حركة للإطراف في الأشكال النحتية المنجزة في تلك الفترة ، وهي دلالة على استلهام الفنان لهذه الأشكال القديمة ضمن مفهوم الاستلهام الحضاري واعادة صياغته بصورة حداثوية . فضلا عن صفات المدرسة المستقبلية الحديثة التي دعت الى تجسيد الحركة في الشكل ، وبذلك تتبلور عبقرية الفنان بالربط بين هذه الحقب التاريخية بشكل تعبيري .
|
---|---|
ISSN: | 2305-6002 2958-1303 |